http://www.4allnations.com

.

مـعـنـى الخـلاص

الخلاص بمعنى الولادة الجديدة

بقلم: القس الدكتور لبيب ميخائيل

يقول بولس الرسول و هو يوضح لنا كيف كنا و كيف خلصّنا الله وولـدنا ثانيـة

" لأننا كنا قبلاً أغبياء غير طائعين ضالين مستعبدين لشهوات و لذات مختلفة عائشين في الخبث و الحسد ممقوتين مبغضين بعضنا بعضاً ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله و إحسانه . لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني و تجديد الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا " تيطس 3 : 3 – 6 . قبل إيمانك بالرب يسوع المسيح مخلصاً و رباً كنت تعيش و في داخلك طبيعة واحدة هي الطبيعة الساقطة التي ورثتها من آدم ... هذه الطبيعة الساقطة جعلت عقلك مظلماً ... جعلتك غبياً عن الأمور الروحية و الأبدية ... و دفعتك لعصيان الله ... و إلى الضلال و إلى الاستعباد للشهوات و اللذات و إلى العيشة في الخبث و الحسد و البغضاء ... الصورة قاتمة و لكنها صورة حقيقية للطبيعة الساقطة . و مع الطبيعة الساقطة في غير المؤمن بقي الضمير ... و في إمكان غير المؤمن أن يتلاعب مع ضميره . فالضمير كالساعة التي يمكن تقديمها أو تأخيرها و لكي يبقى الضمير ساعة مضبوطة تماماً لا بد من ضبطه على نور كلمة الله في كتابه المقدس الكريم . و غير المؤمن لا يضبط ضميره في نور كلمة الله ... إذ هذا هو حال الإنسان غير المؤمن . أما حين يولد الإنسان ولادة ثانية ، فالله يمنحه طبيعة جديدة ... و يولد الإنسان ثانية بقبوله الرب يسوع مخلصاً و رباً " و أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه . الذين ولدوا ليس من دم و لا من مشيئة جسد و لا من مشيئة رجل بل من الله" يوحنا 1 : 12 -13 . لا علاقة بالولادة الثانية بأن تولد من أبوين مسيحيين و لا بالإرادة البشرية . الولادة الثانية هي عمل إلهي يعمله الله تبارك اسمه في قلب المؤمن بروحه و كلمته " شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه" يعقوب 1 :18 . " مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد " " إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله " يوحنا 3:3 . " إن كان أحد لا يولد من الماء (كلمة الله) و الروح (الروح القدس) لا يقدر أن يدخل ملكوت الله " يوحنا 3 :5 . مع أن " الطبيعة الساقطة " تبقى في المؤمن و هي وراء تصرفاته المنحرفة و الخاطئة ... لكن " الطبيعة الجديدة " المُعطاة له بالميلاد الثاني تقاوم " الطبيعة الساقطة " التي يسميها الكتاب المقدس " الإنسـان العتيـق " رومية 6:6. و يسميها " الجسد " رومية 8 :12 . و يسميها " الخطية الساكنة في الجسد" رومية 7 :17-18 . و يسميها علماء اللاهوت " الخطية الأصلية " أي الميل الموروث نحو فعل الشر ... و هي الخطية التي تأصلت جذورها في كل إنسان و لن تُستأصل في هذه الحياة ... لا من الطفل تحت سن التمييز و لا من المؤمنين المولودين ثانية . و الذين يقولون أن الإنسان يولد بفطرة سليمة يخدعون أنفسهم ... و يعجزون عن تقديم سبب معقول لتصرفات الأطفال العدوانية حتى قبل قدرتهم على التمييز بين الشر و الخير . لكن الله أظهر للمؤمنين الحقيقيين كيف يمكن أن يميتوا الطبيعة الساقطة فيهم فلا تظهر ثمارها في حياتهم ... و الطريق إلى هذه الحياة الغالبة هو أن يعطي المؤمن للروح القدس السيادة الكاملة على حياته ... كما يقول بولس الرسول " و إنما أقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد . لأن الجسد يشتهي ضد الروح و الروح ضد الجسد . و هذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون " غلاطية 5 :16 - 17 .إنك حين تعطي للروح القدس السيادة على حياتك ، و تعيش تحت قيادته يميت أعمال الجسد فلا تظهر في حياتك و تصرفاتك و هكذا تختبر حياة النصرة على الخطية . " فإذاً أيها الأخوة نحن مديونون ليس للجسد لنعيش حسب الجسد .لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون . و لكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون " رومية 8: 12-13 . إن قانون الجاذبية يجذب الطائرة إلى الأرض ، لكن في داخل الطائرة قوة ترفعها فوق قانون الجاذبية و تجعلها تطير في الفضاء رغم وجوده . إن الطبيعة الساقطة في المؤمن تجذبه للشهوات و النزوات ... و لكنه حين يسلم قيادة حياته للروح القدس الذي يسكن فيه يوم يولد من جديد و يرتفع بقوة الروح القدس فوق شهواته و ينتصر على نزواته .و بدلاً من أن يخضعلأعمال الجسد "التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة ، عبادة الأوثان سحر عداوة خصام غيرة تحزب شقاق بدعة حسد قتل سكر بطر" غلاطية 5 :19-21 ، يظهر في حياته ثمر الروح القدس " و أما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف " غلاطية 5 :22-23 .



اتبعني أنت

جلست لأكتب هذه الرسالة وفي عقلي سؤال يقلقني: لماذا نقرأ عن كنيسة عصر الرسل ”وكان الرب كل يوم يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون“ (أعمال 17:2)، بينما نرى كنائس القرن الحادي والعشرين، وقد صار فيها عدد المرائين أضعاف أضعاف عدد المخلَّصين؟! 

ما الذي انحدر بالكنائس إلى هذا التدهور المشين؟ 

ولماذا فقدت رسالة الإنجيل تأثيرها على السامعين؟ 

ووجدت الرد في كلمات كتبها الكاتب المسلم الشهير ”عباس محمود العقاد“ في كتاب له عن المسيح بأسلوبه الواضح:

”من الحق أن نقول أن معجزة المسيح الكبرى هي هذه المعجزة التاريخية التي بقيت مع الزمن ولم تنقض بانقضاء أيامها في عصر الميلاد... رجل ينشأ في بيت نجار، في قرية خاملة، بين شعب مقهور، يفتح بالكلمة دولاً تضيع في أجوائها دولة الرومان، ولا ينقضي عليه من الزمن في إنجاز هذه الفتوح ما قضاه الجبابرة في ضم إقليم واحد قد يخضع إلى حين ثم يتمرّد ويخلع النير ولا يخضع كما خضع الناس للكلمة بالقلوب والإحساس. 

”لم يحدث قط إقبال كذلك الإقبال الجارف الذي تلقّى به الناس رسالة المسيحية. لأنهم تلقّوها بنفوس مقفرة متعطّشة، ونظروا أمامهم فرأوا قوماً مثلهم يؤمنون غير مكترثين لما يصيبهم وغير مُتَّهمين في مقاصدهم، فأصغوا إليهم وآمنوا كإيمانهم. ولولا ثقة المسيح بهذا الإقبال لما أوصى تلاميذه أن يذهبوا حيث يستمع لهم وينفضوا عن أقدامهم غبار كل بلد يتلقّاهم بالصدود والنفور“.

السر وراء الأعداد الكبيرة التي كانت تخلص كل يوم، أن هؤلاء الناس رأوا في المنادين لهم برسالة إنجيل المسيح، مثال المسيح.

الاقتداء بالمسيح كان وراء جماهير الذين آمنوا، وبغير أن يرى الناس مثال المسيح في خدام المسيح، والمؤمنين بالمسيح فستتدهور الكنائس إلى الحضيض.

لذلك كتب بطرس الرسول إلى المؤمنين المتغربين المختارين قائلاً: ”لأَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ. الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ“ (1بطرس 21:2-22).

وهناك عدة دوائر لا بد لنا أن نقتدي فيها بالمسيح إن أردنا فعلاً نهضة حقيقية في كنائسنا يقبل الناس فيها بإخلاص وإيمان حي رسالة المسيح:

الدائرة الأولى: الاعتزال عن غير المؤمنين

نسمع في هذه الأيام الدعوة إلى وحدة الكنائس المسيحية بمختلف طوائفها على حساب الحق.

يقول أصحاب هذه الدعوة: انسوا التعاليم الكتابية، وتعالوا نتّحد معاً... انسوا تعليم الخلاص بالإيمان وحده، فلا مانع أن ننادي بالخلاص بالإيمان والأعمال.. انسوا أن يسوع المسيح هو شفيعنا الوحيد... فهناك شفاعة توسلية وشفاعة كفارية، ولا خطر من الإيمان أن القديسين الذين ماتوا يشفعون في المؤمنين الذين على الأرض شفاعة توسلية.. انسوا تعليم معمودية الماء بعد الإيمان.. فلا خطر من إتمامها للأطفال على إيمان الوالدين.. وبالإجمال انسوا تعاليم الكتاب المقدس في سبيل وحدة المسيحيين. ضحّوا بتعاليم كلمة الله النقية في سبيل الوحدة التي تُسمّى وحدة مسيحية!! وينسى المنادون بهذه الوحدة الزائفة أنها تعني الإيمان بكثير من الهرطقات.. إنها تعني عدم كفاية موت المسيح على الصليب لخلاص الهالكين، ولذا فعلينا أن نضيف إلى موت المسيح أعمالنا الصالحة لنخلص.. وهذا تجديف!

إنها تعني إيماننا بأن القديسين الذين ماتوا صاروا موجودين في كل مكان.. يسمعون لطلبات من يطلبهم في أنحاء العالم.. صاروا مثل الله المطلق الوجود وهذا تجديف!! وأكثر من ذلك ترويج لمذهب مناجاة الأرواح.

إنها تعني أن ماء المعمودية التي يعتمد بها الأطفال وغير المؤمنين، به فاعلية أن يلد الطفل، أو أي شخص يعتمد وهو غير مؤمن، فيولد ولادة جديدة.. وهذا خداع مخيف خدع الملايين!

نحن نرفض الوحدة على حساب الحق الإلهي والتعليم الكتابي، لذلك يقول الرسول بولس:

”لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ وَأَيُّ اتِّفَاق لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ: إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا، وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا. لِذلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسْطِهِمْ وَاعْتَزِلُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. وَلاَ تَمَسُّوا نَجِسًا فَأَقْبَلَكُمْ، وَأَكُونَ لَكُمْ أَبًا، وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي بَنِينَ وَبَنَاتٍ، يَقُولُ الرَّبُّ، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ“ (2كورنثوس 14:6-18).

الدائرة الثانية: المحبة الأخوية

”فَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ، وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً للهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً“ (أفسس 1:5-2).

الكنائس المسيحية في هذا القرن الملآن بالمرتدين والمرائين، أصبحت كنائس انفصالية.. لا يعرف فيها الواحد الآخر.. ولا يهمه أن يعرفه.. مجرد مكان لاجتماع صباح الأحد يسمع فيه الحاضرون رسالة هي أبعد ما تكون عن الحق الكتابي.. وترانيم عصرية لا يميّزوا بين كلماتها وسط الموسيقى الصاخبة... لا إحساس بوجود الرب.. ولا شركة حقيقية بين المؤمنين، ولا اكتراث بأحزان وهموم الآخرين... كل الذي يهم أن يزداد رصيد الكنيسة ويرتفع مرتب الراعي ومساعديه، أما الحاضرون فليكن مصيرهم الأبدي كما يكون.

ما الجاذبية في هذه الكنيسة وهي تعلن في كل أحد عن مشروع جديد للاستيلاء على دولارات الحاضرين؟!

من ذا الذي يحضر مثل هذه الكنائس ويشتاق لخلاص المسيح؟ لقد قال يسوع لتلاميذه: ”وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ“ (يوحنا 34:13-35).

هل يسمع هذا المتصارعون على المناصب في الكنائس المحلية؟ ألا يخجل الكثيرون من الباحثين عن الشهرة والسيادة والسيطرة في كنائسهم أمام حب المسيح؟

الدائرة الثالثة: المحبة الزوجية

لما أراد بولس الرسول أن يجد مثالاً يقتدي به المؤمنون في دائرة المحبة الزوجية، لم يجد سوى مثال المسيح فقال: ”أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا“ (أفسس25:5).

ذات يوم جاءني شاب متزوج من أعضاء الكنيسة التي كنت أرعاها وقال لي: ”جناب القسيس، أنا أحب زوجتي حباً شديداً ولذلك أنا خائف أن تموت، ويعتريني هذا الشعور فيرعبني“. 

ابتسمت وقلت له: ”هل تحب زوجتك حقاً؟“

قال: ”صدقني، أنا أحبها جداً“.

قلت: ”لدرجة أنك مستعد أن تموت لأجلها؟“

أجاب: ”لا ليس لهذه الدرجة!!“

قلت له: ”إذاً لا تخف! إنها لن تموت.“ 

وتابعت كلامي قائلاً: ”هل تعرف أن مثال الحب الكامل هو المسيح.. وأن الزوج الذي يحب زوجته حقاً يحبها كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة.. ويكون مستعداً أن يموت لأجلها“؟

هذا هو المثال الذي يجب أن نقتدي به في الحياة الزوجية. 

الدائرة الرابعة: موت الصليب

هذه هي الدائرة التي ذكرها بولس الرسول بكلماته:

”فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا: الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ“  (فيلبي 5:2-8).

وقد قال يسوع للجموع السائرة معه: ”من لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً“ (لوقا 27:14). المؤمن الذي يريد الاقتداء بالمسيح، يجب أن يكون مستعداً أن يموت على الصليب، ”ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات“ (غلاطية 24:5).

ولهذا هتف بولس الرسول قائلاً: ”وأما من جهتي، فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح، الذي به قد صُلب العالم لي وأنا للعالم“ (غلاطية 14:6).

إن أردت نهضة في كنيستك.. وأردت أن ترى نفوساً ترجع للمسيح رجوعاً حقيقياً.. وتولد ثانية بعمل الروح القدس، فاستمع إلى كلمات يسوع حين سأله بطرس عن يوحنا قائلاً: ”يَا رَبُّ، وَهذَا مَا لَهُ؟ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: إِنْ كُنْتُ أَشَاءُ أَنَّهُ يَبْقَى حَتَّى أَجِيءَ، فَمَاذَا لَكَ؟ اتْبَعْنِي أَنْتَ!“ (يوحنا 21:21).

أجل! اتبع يسوع، واتخذه مثالاً لنفسك، ولا تلتفت للآخرين. فنحن بحاجة إلى أناس يرى فيهم الآخرون نور المسيح، وحب المسيح، وخلاص المسيح.

اذكر دائماً كلمات يسوع:

”اتبعني أنت“.

بقلم: القس الدكتور لبيب ميخائيل

 

الخلاص

بحث وتنفيذ / الأخ / صفوت زكى سمعان

أولاً : معنى الخلاص

برغم بساطة الخلاص المقدم بالإنجيل من خلال عمل المسيح فإن إيجاد تعريف معين لكلمة الخلاص يقابلنا باحتمالات عديدة فهل نعرف الخلاص من زاوية المخلص العظيم أم من زاوية عظم الخطية أو من زاوية عظم البركات التي ننالها من جراء إيماننا الخلاصي بالرب يسوع المسيح.

ليس المقصود بالخلاص هنا النجاة من الخطية فقط أو من عقوبة الخطية بل هذا الأمر يتضمن حياة القداسة ووصولنا لبيت الآب و التمتع بالسعادة الابدية.

فالخلاص هو عملية حيوية ملموسة. عملية تغيير و انتقال من حالة إلى حالة افضل بما لا يقاس. الانتقال من الموت إلى الحياة. الانتقال من الظلمة إلى نور الله العجيب.

ثانيا :  الحصول على الخلاص  ومواصفات الخلاص

وسائل الحصول على الخلاص

الشاهد الكتابي

ثالثاً : لماذا الخلاص عظيم ؟

الخلاص عظيم لأربعة أسباب على الأقل :-

1 – بسبب عظمة المخلص 2- بسبب عظم الثمن المدفوع 3 – بسبب عظم الخطية وعظم نتائجها و عقوبتها 4 – بسبب عظمة البركات المرتبطة بنواله.

رابعاً : ما هي أوصاف حالتنا قبل الخلاص و ماذا نحتاج لعلاج كل منها ؟

حالة الإنسان

العلاج

الشاهد الكتابي

 

خامساً : الله الواحد ( في ثالوثه ) و الخلاص

 

1 – الآب 2 تي 1 : 9 و 1 بط 1 : 18 – 20 و يو 4 : 14

2 – الابن مت 1 : 21 و يو 3 : 16 و لو 19 : 10 و 1 تي 5 : 19

3 – الروح القدس اف 1 : 13 و 1كو 3 : 16

سادساً : الحاجة إلى الخلاص

أن الحاجة إلى الخلاص لهي حاجة عامة و حاجة هامة.

حاجة عامة لجميع البشر رجل كان أو امرأة صغير كان أم كبير. غني كان أو فقير. متدين كان أو و ثني. و حاجة في كل زمان و كل مكان.

وحاجة هامة لأنها تتعلق بمصير الإنسان الأبدي هل في سعادة ابدية أم في شقاء ابدي.

بعض من العينات المحتاجة الى الخلاص

الاسم

 المهنة أو الصفة

الشاهد الكتابي

نقيديموس

شيخ معلم للشريعة اليهودية ورئيس من اليهود

يو 3

المرأة السامرية

غارقة في الخطية

يو 4

الخصي الحبشي

وزير الخزانة

اع 8

undefinedالسجان الفيليبي

موظف حكوم الفيليبي

أع 16

كرنيليوس

قائد رومان الفيليبي

أع 10

يبدو أن الحاجة إلى الخلاص هي حاجة ملحة أيضا إذا نظرنا إلى الطبيعة البشرية فهي بنظر الله :

1- طبيعة فاسدة مز 51 : 5

2- خالية من الصلاح رو 7 : 18

3- عاجزة رو 7 : 21 – 24

4- سقيمة أش 1 : 5

5- نجسة ار 17 : 9

سابعاً : الطريق إلى الخلاص

لا يوجد أمام الإنسان إلا طريقة واحدة و طريق واحد لنوال الخلاص هذه الطريقة و هذا الطريق هو الرب يسوع المسيح الذي قال عن نفسه " أنا هو الطريق " يو 14 : 6. شكراً لله لأنه قد عرفنا الطريق ! لأنه يوجد اله واحد و وسيط واحد بين الله و الناس ألا وهو الإنسان يسوع المسيح 1 تي 2 : 5 المكتوب عنه " ليس بأحد غيره الخلاص " أع 4 : 12.

و يبقى أمام الإنسان هذا السؤال الذي يعتبر أهم و اخطر سؤال في الحياة : كيف اقبل المسيح مخلصاً ؟

1 – أن يتأكد و يقتنع الإنسان تماماً انه خاطئ و معرض للهلاك و تحت حكم و دينونة الله رو 3 : 10 – 12 و 22 و رو 5 : 12

2 – الاقتناع بالحاجة الملحة إلى الخلاص مثل : المرأة الخاطئة لو 7 : 5 زكا لو 19 : 1 – 17 اللص لو 23 : 42

3 – أن يتوب الإنسان توبة قلبية حقيقية 2 كو 7 : 10 و أع 17 : 30 و 26 : 20 و 5 : 31 و مت 4 : 17

4 – الإيمان القلبي بالرب يسوع المسيح و الاعتراف به علناً 2 كو 4 : 13 و أع 16 : 31 و رو 10 : 9

ثامناً : معطلات الخلاص

1 – محبة المال اتي 6 : 8 – 10 و مت 16 : 26

2 – التأجيل أع 24 : 24 – 25 و 2 كو 6 : 2

3 – البر الذات الفيلي لو 18 : 11 –14.

4 – السعي إلى الخلاص بالتدريج أي في مراحل إصلاحية لو 7 : 36 أع 16 : 11 – 15 و 25 – 31 و لو 18 : 14 و لو 23 : 43

5 – كثرة الخطايا السابقة مت 9 : 12 و رو 5 : 20

6 - العثرة مت 16 : 23.

عزيزي أنها كلها أسباب تافهة أمام خلاص نفسك. لا تنظر إلى الماضي و الحاضر ولكن انظر إلى ابدية لن تنتهي ! لا تنظر إلى حالة الإنسان مهما كان مؤمناً. فقط انظر إلى رئيس الأيمان و مكمله يسوع عب 12 : 2. لا تنظر إلى ما تملك من مال أو سمعة أو جاه أو نسب أو جمال. لا تنظر إلى الأشخاص الذين هم حولك. لا تنظر إلى العالم بكل مغرياته الباطلة. لا تنظر حتى إلى نفسك. فقط انظر إلى من قال " التفتوا إلى و اخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأني أنا الله و ليس آخر " أش 45 : 22. بل لا تحاول من إصلاح نفسك بالتدين الباطل غير ناظر إلى حجم خطاياك السابقة فيسوع سيحملها عنك.

تاسعاً : مراحل الخلاص

يتكلم الكتاب المقدس عن خلاص واحد وحيد. لكن هذا الخلاص له مراحل ثلاث هي : -

1 – خلاص تم في الماضي التجديد يمتلك بالإيمان

2 تي 1 : 9 و تي 3 : 5 – 6 و اف 2 : 5 و أع 2 : 47 و مر 16 : 16

2 – خلاص يتم في الحاضر التقديس يتمم بالإيمان

عب 7 : 25 و رو 5 : 10 و 1 تي 4 : 16 و في 2 : 12

3 – خلاص مستقبل التمجيد ينتظر بالإيمان

في 3 : 20 و عب 1 : 14 و رو 13 : 13 و 1 بط 1 : 5 و عب 9 : 28

عاشراً : الأدلة أو العلامات على قبول الخلاص

أولا : علامات داخلية ( تحث في حياة الإنسان الذي نال الخلاص )

1 – الانقياد بالروح القدس رو 8 : 14

2 – الصلاة رو 8 : 15

3 – شهادة الروح رو 8 : 16

4 – السلام غل 5 : 22 و رو 5 : 10

5 – الفرح غل 5 : 22

ثانياً : علامات خارجية ( يلاحظها الأشخاص المحيطون بالإنسان الذي نال الخلاص)

1 – عدم فعل الخطية و التعدي على شريعة الله 1 يو 3 : 7 – 10

2 – حفظ النفس من الخطية و الدنس يع 1 : 27 و غل 5 : 17

3 – المحبة غل 5 : 22 و 1 يو 4 : 7

4 – الغلبة على العالم 1 يو 5 : 4

5 – عمل البر 1 يو 2 : 29

حادي عشر : بركات قبول الخلاص التي تصبح في حياة الإنسان المخلص

1 – النجاة من العذاب الأبدي يو 5 : 24

2 – يصبح ابناً وارثاً لله مع المسيح غل 4 : 6 – 7

3 – يسكن فيه الروح القدس (روح الله) اف 1 : 13

4 – يصبح شريكاً في الطبيعة الإلهية 2 بط 1 : 4

5 – ينال القوة التي تغلب العالم و الخطية و الشيطان 1 يو 5 : 5

6 – يصبح من أعضاء جسد المسيح اف 5 : 30

7 – يكون له كلّ ما للمسيح يو 17 : 22

8 – سيكون مثل المسيح 1 يو 3 : 2

9 – سيكون معه حيث المسيح يو 17 : 24

10 – سيملك مع المسيح رؤ 22 : 5

ثاني عشر : ضمانات الخلاص

1 – أن ثبات موقفنا و وصولنا للسماء يتوقف فقط على أمانة الله و ليس على أعمالنا

2 تي 1 : 12 و عب 10 : 23 و 1 كو 1 : 19 و في 1 : 6

2 – حياة الإنسان الذي نال الخلاص هي من حياة المسيح ذاته غير قابلة للضياع

1 يو 5 : 11 و كو 3 : 2

3 – مقام الإنسان الذي نال الخلاص هو في السماء منذ لحظة خلاصه

رو 8 : 29 – 31 و اف 1 : 3 – 4 و كو 1 : 12 – 13

4 – عناية الله بالمخلصين و محافظته عليهم

أش 27 : 3 – 4 و مت 16 : 18 و يه 1 و يو 10 : 27 – 28

5 – شفاعة المسيح

رو 18 : 34 و عب 7 : 25 و عب 9: 24 و 1 يو 2 : 2

6 – وساطة المسيح

عب 9 : 15 و عب 8 : 6 و عب 12 : 24

7 – وجود الروح القدس

رو 8 : 28 و رو 8 : 26 و 2 تي 1 : 7 و يو 14 : 16 و 2 كو 1 : 22 و 2 كو 5 : 5 و اف 1 : 14

عزيزي : أن هذه النبذة ليست سرداً للحقائق الكتابية المتعلقة بالخلاص رغم روعة المكتوب و ما يطويه بين صفحاته من حقائق رائعة لكن هذه النبذة لتعرفنا من نحن قبل الخلاص وما هي وسائل نوال الخلاص و البركات الناتجة عن الخلاص.

عزيزي : يوصينا الكتاب أن " تعرفون الحق و الحق يحرركم " يو 8 : 32 فإذا أخذنا الجانب الأول فقط " تعرفون الحق " فإننا في الحقيقة لم نأخذ شيئاً بل سيصبح هذا الحق شاهداً عليك. لكن ما أروع و اعظم أن نعرف الحق و يكون هذا الحق سبب تحريرنا من قيود الخطية. هل تسمع صوت الله الآن لك وتتخذ قرارك الآن بقبول المسيح مخلصاً و فادياً. أرجو أن لا تهمل هذا الأمر " فكيف ننجو نحن أن أهملنا خلاصاً هذا مقداره " عب 2 : 3. لانه يقول.في وقت مقبول سمعتك وفي يوم خلاص اعنتك.هوذا الآن وقت مقبول.هوذا الآن يوم خلاص 2 كو 6 : 2.

 

To home page

copyright © 2006. [ 4all nations ]All rights reserved
 2011-05-01 16:25